ضمن سلسلة "إحياء فقه الدعوة"، التي يصدرها المفكر الإسلامي العراقي، محمد أحمد الراشد، أصدر، من بيروت، في العام 1975م، أول كتب هذه السلسلة، بعنوان: "المنطلق"، ويُعتبر من بين أهم الأدبيات التي صدرت في بداية الصحوة الإسلامية المعاصرة؛ حيث حدد الكثير من النقاط المفاهيمية، ونقاط البدء، في مرحلة كانت الحركة الإسلامية لا تزال في طور ميلاد جديد، وأجيال صاعدة لا تعرف أي شيء عن دورها ولا عند معنى كونها تحمل هوية "مسلم".

الكتاب صدر في 279 صفحة، وجاء في 17 مقالاً، تناولت فيما بينها قضايا مبدأية على أكبر قدر من الأهمية بالنسبة لمرحلة إعادة البعث للحركة الإسلامية؛ حيث تضمنت قضايا حول الواقع الراهن للأمة المسلمة، وأهمية إحياء روح الجماعة فيها، وكيفية إقامة العقيدة مجددًا، ودعم فكرة الجهاد، بالكلمة والقول، وأصول فقه العمل الجماعي بين السلف الصالح، والعصر الحديث.

كما تناول الأسس التي يمكن أن يُقام عليها البناء الحركي والدعوي في عصرنا الحالي، وصفات الرجال الذين يمكنهم الاضطلاع بهذه المهمة، وسبل تفادي الوقوع في مشكلات تعطل مسيرة العمل الإسلامي مجددًا.

كذلك ركز على نقطة التربية، وأهميتها في بناء جيل جديد من الدعاة الذين يعملون في أوساط الجماهير، وضرورة توسيع القاعدة الجماهيرية للدعوة في مواجهة ما وصفه بجحافل أهل الاحتدام الذين يواجهونها.

ويُلاحظ على الكتاب أنه مال إلى التنظير، بحيث لم يتناول واقع المسلمين بشكل تفصيلي، وإنما تتبع المطلوب للمرحلة بشكل عام، من خلال ما جاء في القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الشريفة، وسلوك السلف الصالح.