كأنّك تنتقل من صفحاته إلى القرن الرابع الهجري و تتمشّى في بغداد بين الأسواق و القصور و المنتزهات و دور الفقراء و مجالس القضاء حتى كتاتيب الأطفال
من نوادر كتب الأخبار والأسمار العربية في سياقها ومراميها،
قضى القاضي أبو علي المحسّن بن عليّ التنوخي في تأليفه عشرين عاماً، وأخرجه في أحد عشر مجلداً، واشترط على نفسه فيه ألا يضمنه شيئاً نقله من كتاب، وعرّفه بأنه كتاب يشتمل على ما تناثر من أفواه الرجال، وما دار بينهم في المجالس، لذلك سماه نشوار المحاضرة، لأن النشوار: ما يظهر من كلام حسن، يقال: إن لفلان نشواراً حسناً، أي كلاماً حسناً. وذكر عن سبب تأليفه أنه اجتمع قديماً مع مشايخ قد عرفوا أخبار الدول وشاهدوا كل غريب وعجيب، وكانوا يوردون كل فن من تلك الفنون فيحفظ ذلك ويتمثل به، فلما تطاولت السنون ومات أكثرهم، خشي أن يضيع هذا الجنس، فأثبته في هذا الكتاب.